Journey to find the truth - 4
الفصل 04 : تسمم
توقفت عند شعورها بشيء يتجه نحوها و ابتعدت سريعا لتخترق رصاصة الجدار الذي على جانبها ، ضاقت عينا ايري و لم يسمح لها بالتفكير حتى أتت رصاصة أخرى تستهدف رأسها فانخفضت برشاقة و تجنبت الرصاصة ، أسرعت ايري بالركض في الممر و هي تتجنب الرصاصات المتجهة نحوها و تفكر ‘قناص على بعد 400 ياردة ، لا يبدوا أنه قناص جيد’.
عضت شفتها السفلى بانزعاج ‘هذا مزعج ، ليس في هذا الوقت’ ، خُدشت احدى ذراعيها و هي تركض ، وجدت مكانا للاختباء فقفزت و اتكأت هناك لبعض الوقت في محاولة الاختباء ، أمسكت بسوار كان على يدها و ضغطته ليخرج مسدس من العدم.
بسخط ضربت الجدار بقوة و قالت “تسك ، لقد نسيت احضار الدرع “.
اعتقدت ايري أنها لم تعد في مرمى القناص لكن فجأة اتجهت اليها رصاصة من الجانب الآخر، اتسعت عيناها و تدحرجت بخفة على الأرض و ابتعدت عن مسارها ، لم تكن الرصاصة الوحيدة التي توجهت اليها حيث أن رصاصتين تبعتاها ، قفزت بخفة للخلف و ابتعدت عن الأخرى متجنبة اياها ، نظرت من حولها لتنظر للرواق الذي كان خاليا من وجود أي أحد ، في لحظة التالية وقع نظرها على السلالم التي في منتصف الطريق ، توجهت بسرعة خيالية الى الدرج و صعدت بسرعة و هي تفكر ‘ماذا كان ذلك؟’
‘هل يوجد قناصين يستهدفونني؟’ عبست و هي تفكر في مثل هذه الأفكار الغير مسرة لحد ما ، لكن نفت ذلك سريعا ، لأن القناص بقي بنفس الرداءة في نظرها ، لكن تحولت الاتجاهات في دقيقة واحدة ، تشوه تعبيرها للحظة التالية ‘هل يمكن ذلك؟’
‘و أنا كنت أتساءل من هذا الغبي الذي يرسل قناصا ليس لديه خبرة لقتلي و في النهاية اتضح بأنه من ذوي القدرات!!!’
استوعب ذهنها في تلك اللحظة بأن القناص لم يكن جيدا كفاية لقتلها و إنما كان من ذوي القدرات ‘قدرة الانتقال الآني..’
في غرفة المراقبة لاحظ كل من آكيكو و دانتي و برين تصرفات ايري و نظروا جيدا بثبات
“ماذا تفعل؟؟” سأل دانتي باستغراب
“يبدوا أن هناك شيئا ما ، تعابيرها توحي بالخطر” (برين)
“ماذا يوجد في الأكادمية قد يوحي بالخطر؟؟”(دانتي)
“إنها ابنة الدوق كلوين المتبناة و حاملة لدم ملكي، ألم تتوقع بالفعل بأن لديها أعداء كثر من شأنهم أن ينشروا الخطر حولها؟” (آكيكو)
تشوه وجه برين حين تم تثبيت نظراته نحو الشاشة “شباب..”
نظر كلاهما باستغراب حيث مصدر الصوت ثم قال برين سريعا “اتصلوا بالقائد بسرعة هناك أمر خطير يخص للآنسة”
استغرب كلاهما ثم أوضح برين بتوتر “أنظروا هنا” قام برين بضغط أزرار لوحة المفاتيح سريعا و توقفت الشاشة لاحدى الصور ثم قربها أكثر و أكثر حتى وضحت صورة الرصاصة المتجهة نحو ايري ، اتسعت عينا كل من آكيكو و دانتي و هتفا معا بنفس الوقت “قناص؟؟”
سريعا نظر برين و دانتي الى آكيكو “آكي-تشان/سميث-سان”
“حسنا” وضعت آكيكو السماعات في أذنها و شغلت الاتصال في الحال “حضرة القائد ، هناك مشكلة خطيرة..”
********
في وسط هربها من القناص ارتدت وجها قاسيا باردا لا يملك أي مشاعر ، أمسكت مسدسها باحكام و احتكت على الحائط ، اقتربت من النافذة التي قربها و ألقت نظرها ، مندفعة نحوها رصاصة خدشت وجهها ، تجنبت فورا النافذة ، و صرت على أسنانها
“تسك ، سحقا”
تقدمت دون خوف في الممر بسرعة خاطفة و نظرها ملقى على النافذة ، في لحظة رؤيتها لشيء لامع تحت أشعة الشمس ، تحركت بحركات سريعة عشوائية بالاضافة لكونها رشيقة ، تخطتها الرصاصة و اخترقت الجدار المقابل للنافذة.
فكرت في داخلها عن هوية المجرم الذي يطاردها و يحاول قتلها ، لديها العديد من الأعداء الخطيرين ، ضحكت بسخرية في نفسها ، و اقتنعت بأن توليد العديد من الأعداء لهو عبارة عن الموت بحد ذاته ، لكن الآن… الآن لا يمكن أن تموت بهذه السرعة ، على الأقل ليس الآن
‘ليس قبل أن أضرب ذلك الأحمق ضربا مبرحا’
‘و ليس قبل أن أجد ذكرياتي الضائعة’
شعرت بالشفقة على أولئك الذين أرادوا موتها ، لمعت عيناها الزرقاوين ببرد قارس و أقسمت على أن ترد هذا لهم مئة مرة ، سأجعلهم يمسحون الأرض طلبا للغفران ، ‘كل من وجه لي المسدس سيدفعون الثمن'[1]
(م،ة: من حاول قتلها بالتأكيد ستقتلهم بنفسها أو ستجعلهم يعانون أكثر مما يتصورون ، ستعذبهم لدرجة التي يتمنون فيها الموت)
تجمدت للحظة و ارتجف جسدها بالكامل ، شعرت بوخزة في أعضائها الحيوية الداخلية ، اهتز جسدها محاولا استشعار التآكل الذي ينجلي حوله ، جسدها أصبح ساخن لدرجة لا توصف ، العرق البارد ينصب من على جسدها بحرارة.
في محاولة فهم الوضع تذكرت ايري القارورة التي شربتها قبل مضي نصف ساعة ، القارورة التي قدمتها لها ميمي ‘ماهذا؟ مستحيل.. ميمي لن تفعل شيئا كهذا’.
في تلك اللحظة اتسعت عيناها و انسكب سائل حار من فمها الى ملابسها بسلاسة غطت فمها بيدها بسرعة و نظرت اليه بصدمة ، لم يكن سوى سائل أحمر ، دماء تتدفق من فمها ، لم تكن تدري ماذا حدث لجسدها؟ ، أصبحت مشوشة و جسدها يرتجف.
و في ظل صدمتها أيقضتها رصاصة ثقبت زجاج النافذة و توجهت اليها ، بفضل سرعتها تجنبتها و سقطت جالسة على الأرض ، لم ترد أن تفكر في جسدها ،مسحت سريعا الدماء من فمها و وجهها ثم جرت نفسها نحو الجدار و إتكأت عليه بنفس يكاد ينقطع و رؤية مشوشة تكان تظلم عليها.
أحست بوجود شخص في الواجهة ، هي الآن لم تعد في مرمى القناص من كل الجهات فالنوافذ الآن أعلى من مستواها ، بالرغم من هذا إلا أنها ارتجفت و هي تسمع صوت الخطوات البعيد يقترب شيئا فشيئا بهدوء ، بتعب اتكأت على الجدار و رفعت نفسها لتقف بصعوبة ، عضت شفتها السفلى بسخط ، الآن ليس الوقت لموتها ، ليس الآن … وجهت مسدسها ناحية الصوت الذي يقترب و يدها ترتجف ، اقتربت الخطوات بهدوء وزاد الصوت على نطاق مسمعها ، كانت هادئة بالنسبة لحالتها التي يرثى لها ، في اقتراب الخطوات أكثر و أكثر زاد ضعف نظرها و تشوشت رؤيتها.
تقدم الشخص بصوت هادئ الى المكان و وصل للمنعطف ، استدار الى المنعطف ليتقابل كلاهما ، تم الكشف عن ملامحه الباردة و عيونه الخضراء المتلألئة و كأنها مصنوعة من الزبرجد و شعره الفحمي الذي يهتز في الهواء… في اللحظة التي رآها اتسعت عيناه من النظر اليها ، فتاة بشعر ذهبي أشقر و عينين زرقاوين باردتين بزي مدرسي ملطخ بالدماء و مسدس موجه اليه ، هذا ما كان تحت أنظار آرون.
“من أنت؟ ما الذي تريده؟” تكلمت ايري باندفاع بنظرات شرسة ، لكن مع أسئلتها لم يجب آرون عليها و انما ظل نظره ملقى عليها ثم واصلت بانزعاج “أليس لديك لسان لتتكلم؟” ، زاد انزعاجها أكثر من عدم مبالاة آرون لكن في تلك اللحظة وضعت يدها في فمها لينساب الدم من تحت أصابعها ، ارتجف آرون في مثل هذا المنظر و نظر بصدمة اليها و ما قطع مشاهدته سوى رصاصة اتجهت اليه ، انسحب للخلف ليتجنبها.
هنا نظر لخارج النافذة الى جهة القناص الذي كان يستهدفه الآن ، الآن فهم سبب وجود المسدس لديها و لما هي حذرة اتجاهه ، ألقى نظرة باردة حادة على القناص، الذي بدوره شعر بالرعب من تلك النظرات و ارتجف ، لكنه لكم يسمح لنفسه بالخسارة أمام هذا الغريب ، لقد أقسم بأنه سينتقم من هذه الفتاة و سوف يفعل…
تقدم آرون نحو ايري بخطوات هادئة ، لاحظت ايري خطواته القريبة فوريا تراجعت و قالت بسرعة “ماذا تريد؟”
ثم واصلت بشك “أنت لست شريكا للرجل الذي يستهدفني؟” لم يجب آرون عليها و ظل صامتا ، استشعر اقتراب رصاصات متعددة نحوه لكنه لم يتحرك و ظل ينظر اليها بنفس تعابيره السابقة ، اقتربت الرصاصات نحوه أكثر لكن في لحظة تخطيها اطار النافذة توقفت في الهواء و كأن شيئا اندفع من آرون و قام بشل حركتها ، لم يبالي آرون بها و نظر الى ايري التي بدورها متجمدة مكانها من المنظر الذي رأته ، في اللحظة التي تحرك فيها آرون انهمرت الرصاصات ساقطة على الأرض مصدرة صوتا حساسا ، تجمدت ايري مكانها ثم نظرت اليه بتعبير أكثر قسوة و قالت و هي تتراجع تبعا لخطوات آرون
“أنت من ذوي القدرات أيضا؟” سألت ايري و هي تنظر اليه بانزعاج كبير
أمال آرون رأسه و تمتم بعبوس “أيضا؟”
تابع آرون نظراته اليها و هو يوقف الرصاصات المتجهة اليه تتساقط على الأرض تبعا لخطواته ، ايري التي عادت بخطواتها الى الوراء تعثرت و انزلقت من الخلف في تلك اللحظة اتجهت نحوها رصاصة أخرى تستهدف رأسها ، شعرت ايري بها لكنها لم تستطع تحريك جسدها المتعب تحت تأثير السم الغير معروف ، أغلقت عينيها باحكام في محاولة الاستنجاد.
تحرك آرون سريعا بضغطة واحدة من قدمه وصل لايري و أمسك بها من خصرها و قربها الى أحضانه سقطت الرصاصة فور وصول آرون الى ايري ، استخدم قدرته في تعطيل الرصاصة ، فتحت ايري عينيها على مصرعيها ، نظرت للشاب الذي كان يمسكها و الذي كان وجهه قريبا منها لدرجة مزعجة ، لكن ما أدهشها للتو … ‘هـ.هل قام بانقاذي للتو؟؟؟’
في اللحظة التالية شعرت بأن الموقف الذي هي بها في حظنه ليس جيدا ، ابعدته بسرعة عنها و ابتعد هو تدريجيا ثم نظرت اليه و قالت بنظرات باردة “لما أنقذتني للتو؟”
نظر اليها آرون بنفس النظرات مجيبا اياها “أنا لم آتي لقتلك منذ البداية”
ضاقت عينا ايري و سألت “إذا لم أتيت الى هنا و لهذا المكان” ثم نظرت لملابسه و اتسعت عينا برؤية ملابس عسكرية سوداء ببعض الخطوط الحمراء المزخرفة بالعديد من المداليات الذهبية المعلقة على جانبه الأيسر ، تراجعت أكثر و قالت “منظمة الظل الأسود؟؟”
نظر اليها آرون بثبات و كأنه يقول [و ماذا إذا؟] في تلك اللحظة شعرت ايري بدوار و تقيأت دما مرة أخرى ، اتسعت عينا آرون و اقترب منها أكثر، في محاولة أخذها ، شعرت ببعض الدوار و ترنحت قليلا تمسكت بالجدار ، لكن يد آرون منعتها حيث أمسكها و حملها ، جفلت ايري و أطلقت صرخة قصيرة “آآآه!!؟؟”
“ماذا تفعل؟؟ أنزلني بسرعة” صرخت ايري و هي تحاول التحرر منه
نظر اليها آرون و قال ببرود أزعج ايري “أنت في حالة لا يسمح لك بالتحدث فيها ، عليك رؤية الطبيب في الحال و إلا فإنك ستموتيـ….”
انقطت كلمات آرون حين رؤيتها تتشوش أمسك جيدا بها و عبس “أوي ، أتسمعين ؟ أجيبي؟” رغم محاولاته في ايقاضها إلا أنها لم تستطع سماعه ، زاد تشوش رؤيتها و سقط رأسها على كتفه و أظلمت رؤيتها ، انقطعت حواسها عن العالم.
نظر اليها آرون بتعبير مزيج بالقلق و الغضب ، نزل للأرضية ثم ضغط على السماعة و قال “آكي ، دانتي ، برين”
“نعم سيدي” التقط آرون اتصالهم فور ندائهم ثم تابع فورا “اتركوا المكان في الوقت الحالي و اتجهوا حيث يوجد المقر الفرعي للمنظمة حالا”
“حاضر” انصاع ثلاثتهم لأمره ثم تحرك و حمل ايري و اتجه للذهاب بخطوات واسعة و سريعة و لكنه لاحظ أمرا غريبا ، القناص الذي كان يستهدف ايري لم يعد يطلق بعد الآن ، عبس آرون في تفكيره في الأمر و ترك الحال حتى يذهب للمقر الفرعي للمنظمة فحالة ايري ليست بالشيء الساخر هنا ، انطلق بسرعة نحو وجهته المقصودة ، بتعبير متعكر و هالة سوداء تغطيه.
*********
فتحت عيناها بصعوبة بالغة ، كانت رؤيتها ضبابية و شيئا فشيئا بدأت تتوضح لتنظر للسقف الغير مألوف ، حاولت التحدث لكن لسبب ما انقطع صوتها ، و لم تستطع التحدث ، أرادت استكشاف المكان و النظر حولها ، حركت رأسها قليلا لتسمع صوت مألوفا يصرخ بفرحة “يااا، الآنسة الشابة استيقظت”
جفل أحدهم كان جالسا في الردهة و وقف بسرعة “حـ حقا..؟؟”
وقف الشاب الذي كان يرتدي عباءة الطبيب و اقترب من ايري و فحصها بهدوء ثم قال للفتاة التي صرخت مسبقا ، لم تكن سوى كلوي خادمة ايري الخاصة “هل يمكنك مناداة السيد سفاندو؟”
“أووه ، أجل.أجل سأفعل ذلك” ترددت كلوي من السؤال المفاجئ ثم أسرعت لخارج الغرفة
“كيف تشعرين الآن؟” سأل الشاب الذي يبتسم أمامها لم يكن سوى ألبرت مساعد سفاندو
لم تستطع ايري التحدث و حاولت لتخرج صوتا أجشا “أين أنا؟”
“يبدوا أن آثار السم أثرت على حبالك الصوتية ، لا تقلقي أنت بمكان آمن في مقر منظمة الظل الفرعي لمدينة ككوتو” تجمدت ايري في سماع ما قاله ‘منظمة الظل؟؟’ حاولت تذكر آخر شيء قبل فقدان وعيها ، لم يمض وقت حتى ظهرت صورة لشاب بملامح باردة و حادة يملك شعرا فحميا و عيون من الزبرجد و تساءلت داخليا ‘من ذلك الشخص بالضبط؟’
“يبدوا أيضا بأن الدوق كلوين قد أتى الى هنا لرؤية حالتك بعد سماع الخبر ، و جهز وسائل الراحة لك لكي لا تنزعجي ، لذا ارتاحي” تحدث ألبرت عرضا من أجل تهدئتها بعد رؤيتها متصلبة في مكانها
من ناحية أخرى اندهشت ايري ‘أبي؟؟’
انقطع التفكير عند دخول خاص لرجل يكاد الشيب يغزوا رأسه كانت له هالة محترمة و هادئة.
“سيد سفاندو”(ألبرت)
“آه ، يبدوا أن الأميرة النائمة استيقضت” ابتسم سفانو و يصرح بتعبير مازح
عبست ايري حيث ذكر”الأميرة” لأنها دائما ما تشعر بشعور غامض حين ينادونها به بهدف المزح فقط ، كما لو كان مألوفا ، نظرت اليه بهدوء رغم عبوسها و لكن ما أثار انتباهها أنه لم يدخل لوحده و دخل وراءه عدة أشخاص كان من بينهم كلوي و غيفن و شخصان غريبان ، كان أحدهما برين و الآخر دانتي.
فحص سفاندو ايري جيدا ثم التفت الى البقية و قال “حاليا السم أنهك جسدها لذا يجب أن ترتاح ، و لمدة شهر ألا تقوم بأي من الأعمال الثقيلة”
جفلت ايري و اتسعت عيناها و قالت “شهر؟؟”
نظر الجميع اليها تبعا ثم تابعت و قالت “مستحيل ، ألا يمكن أن تقل المدة قليلا ، أعني أنا لا أستطيع أن أجلس لمدة شهر و ألا أفعل شيئا”
انزعج كل من كلوي و غيفن من عنادها بينما احتار البقية و تابعت ايري “بالطبع يوجد حل ، ألا يمكنكم استخدام حجر الشفاء “
تجمد كل من ألبرت و برين و قالا معا بارتباك “حجر الشفاء؟”
علق دانتي باعجاب “واو ،تتحدثين و كأنك تملكين منجما من أحجار المانا” صحيح أنه قالها بسخرية إلا الاجابة التي خرجت من ايري صعقت الآخر “بالطبع لدي”
ابتسم سفاندو و قال “لقد جربنا تلك الطريقة و لكن السم الذي دخل جسدك كان قويا ليجعل أعضائك الحيوية تفشل ، آسف لا توجد طريقة أخرى”
ثم واصلت ايري بتذمر “لكن مدة شهر كثير جدا علي”
“ايري/آنستي الشابة فلتلزمي الصمت فورا” انزعج غيفن و كلوي من تذمرها حول المدة التي اقترحها سفاندو للراحة
“هاه؟” أخرجت ايري صوتا محيرا ثم واصلت بانزعاج “كلوي ، غيفن لا تبدآ الآن حسنا ، كل ما أردته هو أن تقل المدة حتى لنصف شهر”
انفعل غيفن و صاح بانزعاج “ايري أنت لا تعلمين بأنه لو لم نستخدم حجر المانا لما أصبحت المدة شهرا”
ثم واصلت كلوي و الانزعاج باد على وجهها “لو لم يكن بأمر من الدوق لما استخدمنا حجر المانا منذ البداية ، لقد قال “ايري ستموت إن علمت المدة التي ستبقى ماكثة بها دون أن تفعل شيئا” و ذهب مبتسما ، و أنت الآن تقولين قللوا المدة ، آنستي ،كوني منطقية و لو لدقيقة ، ماذا إن كان شهرا ، عليك أن تكوني شاكرة بأن السيد آرون كان في المكان في ذلك الوقت و إلا لا أعلم النتيجة”
اندهش جميعهم ما عدا غيفن من طريقة حديث كلوي لايري أو لنقل طريقة حديث الخادمة لسيدتها و نظروا اليها بعيون واسعة ، تأففت ايري و قالت “كلوي، أنت فقط تحاولين أن تجدي سببا مقنعا لتحكمي الأصفاد علي“
“أوه ، جيد تهانينا ، أنت على حق ، قناص و تسمم في نفس اليوم بالتأكيد يجب على حضرة الدوق أن يحبسك في القصر دون أن تخرجي” انزعجت كلوي أكثر و أخرجت ما كان في مكمونها
“انتظري ، انتظري” وقفت ايري بصعوبة جالسة على السرير ، ساعدها ألبرت و قام بامالة السرير قليلا لتتكأ جيدا و ضاقت عيناها و هي تنظر نحو سفاندو “سيدي الطبيب ، ماهي نوعية السم الذي دخل جسدي؟“
ملقية على سؤال عرضي تجاهلت كلمات كلوي السابقة ،و لطرح سؤالها أجاب سفاندو دون تردد “هو ليس سما بطبيعته الحقيقة و لكنه يشبهه نوعا”
ضاقت عينا ايري و تمتمت قليلا “يشبهه؟؟” فكرت قليلا في كلمات سفاندو الغامضة ‘هل هو…؟’ اتسعت عيناها مما ربطت الأشياء و نظرت سريعا لسفاندو الذي كان تعبيره متوترا منذ سؤال ايري عن السم و قالت بنبرة باردة “هل هو نوع من المخدرات؟؟”
تجمد الهواء في الغرفة و لم يستطع أحد أن يتكلم و اتسعت عينا سفاندو بنظرة غير مصدقة ،في المقابل ابتسمت ايري بمكر و نظرة حادة “أنا على حق بالتأكيد”
“ايري!!” صاح غيفن بوجه غير راض ثم أضاف “يفضل لك عدم التدخل في الأمر ، هذا خطر أكثر من كاف لجعلك تبقين مكانك ، حسنا؟”
في تعابير غيفن الجدية بادلته ايري نظرات باردة و أضافت “غيفن ، هؤلاء الناس ، أرادوا قتلي هل تريد مني البقاء وراء الجدران من أجل التعبير عن جبني”
“ايري..” لم يستطع غيفن دحض كلمات ايري و أضافت أيضا “بالاضافة لكوني على دارية كبيرة بنوع المخدرات التي تم تسميمي بها” تشوه تعبير غيفن بينما نظر الجميع اليهم باحتيار و انعقد لسان كلوي من سيدتها و لم تستطع الكلام
بالنظر الى تعابير غيفن واصلت ايري بتعبير حاد و عيون باردة “السبب الذي أدخل ريد للسجن ، أليس كذلك؟”
تجمد الجو في المكان و انعقد لسان غيفن و لم يستطع التحدث ، تنهد بقسوة و مسح وجهه بكلتا يديه ، أحس بشعور من اليأس و كأن يديه مربوطة و لا يعرف ماذا يفعل لم تكن المرة الأولى التي أحس بها بسبب ايري.
و لم تكن ايري هي الشخص الوحيد الذي أشعرته بذلك ، ريد شقيقه الأكبر الذي بدا كأنهما توأم من الناحية الفكرية ،كان دائما يضعفه في مثل هذه الأشياء ، إنه قاس بالنسبة اليه أن يكون شقيقه الأكبر في مشكلة و لم يستطع حلها.
بالرغم من أن والده جعل هذا القرار لأفكار ريد الخاصة و الذي يعد السجن حاليا و كأنه نزل و يقوم بالتسكع فيه هكذا ، إلا أن قلب غيفن لم يعد يحتمل بالفعل أن يفقد شخصا عزيزا ، سابقا حين علمه بتسمم ايري و حالتها تشوه وجهه و أصبح يسير في أرجاء القصر كالمجنون.
******************************
انتهى الفصل